شهدت مدارج ملعب مباراة السوبر التونسي اليوم غيابًا واضحًا للروح الجماهيرية المعتادة، حيث خيّم الفتور على الأجواء، رغم الحضور المُسجل. يعود ذلك، على ما يبدو، إلى حالة من عدم الرضا تسود بين شريحة واسعة من جماهير الترجي، في ظل غياب مؤشرات إيجابية بخصوص الميركاتو الصيفي، الذي لم يرتقِ حتى الآن إلى تطلعات جمهور الفريق.
فنيًا، ظهر الفريق في الشوط الأول بأداء متواضع، غابت فيه الحلول الجماعية، مع اعتماد شبه كلي على المبادرات الفردية من يوسف البلايلي. هذا النمط من اللعب يطرح تساؤلات حول مدى توازن التشكيلة، خاصة في ظل ضعف واضح على مستوى الأطراف، وغياب التنوع الهجومي.
أما بخصوص وسط الميدان، فالأداء كان باهتًا، وهو ما أعاد إلى الواجهة قيمة بعض العناصر التي غادرت أو مازالت خارج الحسابات، مثل أوڨبيلو، الذي شكّل في فترة سابقة أحد ركائز هذا الخط.
كما أثارت تركيبة الفريق الحالية مخاوف البعض من غياب العمق الكافي للمنافسة على مستوى القاري، خصوصًا أن الأندية المنافسة قامت بانتدابات قوية، في حين ما زال الترجي يبحث عن حلول دون دعم نوعي في مراكز حساسة، أبرزها الأجنحة الهجومية.
الرهان على البطولة المحلية وكأس تونس يبدو ثانويًا أمام هدف النجمة الخامسة، الذي يتطلب فريقًا متكاملًا ومتوازنًا، قادرًا على الذهاب بعيدًا في دوري أبطال إفريقيا. لكن بلوغ هذا الهدف يبقى مرهونًا بتحركات جادة على مستوى الانتدابات، وتقييم دقيق لقدرات المجموعة الحالية.