لم يكد العالم يتنفس الصعداء بعد أشهر مريرة خيم عليها ظل الوباء، مع انطلاق اللقاحات حتى أطل الفيروس التاجي الذي ظهر لأول مرة في الصين في ديسمبر الماضي، بسلالة جديدة متحورة أشد عدوى وانتقالاً من الأصلية بنسبة 70%.
المعلومات حول هذه السلالة الجديدة مقلقة جدا، بحسب ما أكد البروفيسور بيتر أوبنشو المتخصص في جهاز المناعة في إمبريال كوليدج لندن لموقع "ساينس ميديا سنتر"، خصوصا لأنه "يبدو أنها أكثر قابلية للانتقال بنسبة تتراوح بين 40 و70 في المئة".
بدوره، اعتبر البروفيسور جون إدموندز من كلية لندن للصحة وطب المناطق المدارية "هذه الأنباء سيئة للغاية. يبدو أن هذه السلالة معدية أكثر بكثير من السلالة السابقة".
بينما ذكر المتخصص الفرنسي في علم الوراثة أكسل كان على صفحته في فيسبوك، أنه حتى الآن "تم رصد 300 ألف سلالة من كوفيد-2 في العالم"، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس.
ولعل الأهم في توصيف تلك السلالة الجديدة التي تسمى "إن 501 واي"، وجود تحور في بروتين "شويكة" الفيروس، وهي موجودة على سطحها وتسمح لها بالالتصاق بالخلايا البشرية لاختراقها.
ووفقا للدكتور جوليان تانغ من جامعة ليستر "كانت هذه السلالة تنتشر بشكل متقطع في وقت سابق من العام الحالي خارج المملكة المتحدة، في أستراليا بين جوان/جويلية، والولايات المتحدة في جويلية وفي البرازيل في أفريل".
ولفت البروفيسور جوليان هيسكوكس من جامعة ليفربول إلى أن "فيروسات كورونا تتحوّر طوال الوقت وبالتالي ليس من المستغرب ظهور سلالات جديدة من سارس-كوف-2. الشيء الأكثر أهمية هو معرفة ما إذا كانت هذه السلالة لديها خصائص من شأنها التأثير على الصحة البشرية والتشخيصات واللقاحات".
بدوره، أشار أكسل كان إلى أنه "كلما ارتفع عدد الإصابات، ارتفعت احتمالات حصول تحور عشوائي للفيروس وارتفعت وتيرة حصول تحور".
يشار إلى أن ظهور تلك السلالة في المملكة المتحدة أثار قلق علماء الأوبئة، ما أدى إلى تعليق العديد من الدول الرحلات الجوية القادمة من الأراضي البريطانية، أمس الأحد، لا سيما بعد أن أعلنت وزارة الصحة البريطانية أن الوباء أصبح خارج السيطرة.